السوسي: بين منتدى 2020 و2024 للاستثمار صورة وأسس التسويق لتونس تغيرت
This browser does not support the video element.
انطلقت تونس ممثلة في وزيرة الإقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي والمدير العام لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي جلال الطبيب في مهمة ترويجية لمنتدى تونس للإستثمار ( Roadshow) من 8 إلى 15 ماي الجاري بمدن مونيخ ومدريد وبروكسل وباريس وليون وروما، ويأتي هذا الحدث بعد منتدى الاستثمار 2020 الذي انعقد نوفمبر 2016 بتونس .
التغيرات الوطنية والدولية والجيوسياسية فرصة استثمار تونس في اوروبا
وتطرح اليوم أسئلة حول الفوارق بين الفترات ماذا تغير في صورة تونس وسياسات الدولة وخاصة ماهي أسس الملف الاقتصادي الذي ستطرح تونس أمام ضيوفها خلال يومي12 و13 جوان القادم ضمن منتدى تونس للاستثمار في دورته 21 ؟
وفي هذا السياق التقينا بأستاذ الاقتصاد بجامعة قرطاج معز السوسي الذي صرح لموزاييك الجمعة 10 ماي 2024 أنه بين منتدى 2020 و2024 للاستثمار في تونس تغيرت الأوضاع والمعطيات على المستوى الوطني والدولي والجيوسياسي ليس للأحسن أو للأسوأ وإنما ما ميز تونس خلال منتدى 2020 وما استندت عليه هو صورة تونس الثورة لتجد تضامنا دوليا كبيرا وتُسوق لصورة تونس الحريات والديمقراطية فاستقطبت الداعمين المتضامنين مع دول ومؤسسات مالية وصناديق مع تونس إلا أن هذه الصورة استهلكت ولم يعد من الممكن الاعتماد عليها للتسويق في 2024 لذلك لا يمكن أن تتموقع وتجلب الاستثمار باستخدام هذه الصورة.
وأضاف أن فترة جائحة كوفيد 19 سنتي 2020 و2021 التي جاءت بعد منتدى تونس للاستثمار الذي عقد سنة 2016 أثرت بطريقة سلبية على بعض الجهات الاقتصادية وبطرق ايجابية على محاور أخرى اقتصادية.
التغير الجوهري على مستوى سلاسل القيمة دوليا يخدم مصلحة تونس
وأبزر أن العالم شهد تغيرات جوهرية على مستوى سلاسل القيمة والذي أصبح تقريبا في صالح تونس بطريقة أكثر وضوحا حيث تغيرت وجهات التمركز أو Délocalisation لنمط الاستثمار الأوروبي الذي اتجهت فيه الدول الأوروبية نحو دول الشرق الأقصى منها جنوب شرق أسيا والصين وظهر بالكاشف أن سلاسل القيمة بعيدة جدا على مستوى النقل ومكلفة لوجيستيكيا بالتالي أفقدت الدول الأوروبية القدرة على حسن التصرف في الأزمة بالتالي خيرت هذه الدول مراجعة عميقة جدا تتجه نحو التقصير في سلاسل النتاج واعتماد القرب للمزود والحريف وهذا يخدم موقع تونس الاستراتيجي وقُربها من أوروبا والذي سيعطي رؤية أخرى وتوجهات جديدة لمنتدى تونس للاستثمار 2024 واللجوء إلى شراكة استثمارية لاعقيها المسافة ولا الأفكار ومستوى التفاعل نظرا لإنفتاح تونس بجدية على شركائها وهي مهد حارات وبوابة إفريقيا وهذه أساسا يمكن أن تراهن عليها تونس لنجاح منتدى الاستثمار 2024 .
وبين أن الوضع الجيوسياسي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على فصل روسيا عن أوروبا التي كانت تراهن عليها كمزود أساسي على مستوى المحروقات وخاصة الغاز الطبيعي ذلك المشروع الكبير المعطل جعل أوروبا تبحث عن طرق جديدة للتزود بهذه الحاجيات وهذا ما يطرح الحاجة للانتقال الطاقي الذي يمكنه تدعيم موقع تونس منتج للطاقات البديلة والنظيفة التي تتماشى مع الموجة والتوجه العالمي والظرف الجيوسياسي الجديدة وعدم تعويل أوروبا على روسيا والتوجه إلى الاعتماد على دول الجوار .
هناء السلطاني